محافظة كركوك وديالى وواسط وذي قار وميسان وبابل والبصرة وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف إضافة إلى محافظات الإقليم قرروا تعطل الدوام الرسمي يوم غد الاربعاء التاسع من شهر نيسان في ديوان المحافظة وجميع الدوائر الرسمية
#العراق_اليوم | محافظات عراقية تتحد في تعطيل الدوام الرسمي غدًا.. إحياء ذكرى استشهاد الصدر وسقوط النظام يُرَسخ الوحدة الوطنية!
بغداد، العراق – في بادرة تعكس إجلالًا لذكرى شخصية وطنية بارزة وتأكيدًا على أهمية محطة تاريخية مفصلية، أعلنت محافظات عراقية عدة عن تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الأربعاء الموافق 9 أبريل 2025. يأتي هذا القرار المشترك إحياءً لذكرى استشهاد المفكر الإسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر، الذي يُلقب بـ "الشهيد الأول"، وتزامنًا مع الذكرى السنوية لسقوط النظام السابق في عام 2003.
وقد اتخذت محافظات ديالى وواسط وذي قار وميسان وبابل والبصرة وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف، بالإضافة إلى محافظات إقليم كردستان العراق، قرارًا موحدًا بتعطيل المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية ليوم غد الأربعاء، مما يُشير إلى رمزية وأهمية هاتين المناسبتين في الذاكرة الوطنية العراقية.
"الشهيد الأول".. رمزية الاستشهاد في سبيل المبادئ:
يُعد السيد محمد باقر الصدر (1935-1980) قامة فكرية وعلمية ودينية عراقية بارزة، ومؤسس حزب الدعوة الإسلامية. وقد استشهد على يد النظام السابق في عام 1980، ليتحول إلى رمز للتضحية والفداء في سبيل المبادئ والقيم الإسلامية والوطنية. وتُحيي المحافظات العراقية في ذكرى استشهاده مآثره وإسهاماته الفكرية والسياسية، وتستلهم من سيرته العطرة قيم الصمود والثبات على الحق.
يُنظر إلى السيد محمد باقر الصدر على نطاق واسع كمرجع ديني وفيلسوف واقتصادي ومصلح اجتماعي، وقد تركت مؤلفاته وأفكاره بصمات واضحة على الحركات الإسلامية والفكر السياسي في العراق والعالم الإسلامي. وتُعد ذكرى استشهاده مناسبة للتأكيد على أهمية العدل والحرية وكرامة الإنسان، وهي القيم التي نادى بها الشهيد الأول طوال حياته.
ذكرى سقوط النظام السابق.. محطة فاصلة في تاريخ العراق الحديث:
يتزامن تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الأربعاء أيضًا مع الذكرى السنوية لسقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وهو الحدث الذي يُمثل نقطة تحول جذرية في تاريخ العراق الحديث. فقد أنهى هذا السقوط عقودًا من الحكم الديكتاتوري وفتح الباب أمام بناء عراق جديد يقوم على التعددية والديمقراطية.
تُعد هذه الذكرى مناسبة لاستذكار التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي في سبيل الحرية والخلاص من الاستبداد، والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف لبناء مستقبل مزدهر ومستقر لجميع العراقيين. كما تُشكل فرصة للتأمل في الدروس المستفادة من الماضي والسعي نحو تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.
وحدة وطنية في إحياء الذكريات.. رسالة قوية:
إن قرار محافظات عراقية واسعة، من الشمال إلى الجنوب، بتعطيل الدوام الرسمي في يوم واحد لإحياء هاتين الذكرين الهامتين، يحمل في طياته رسالة قوية عن الوحدة الوطنية وتجاوز الانقسامات. ففي الوقت الذي يستذكر فيه العراقيون رمزًا دينيًا وفكريًا وحد البلاد في مقاومة الظلم والاستبداد، فإنهم في ذات الوقت يستحضرون ذكرى لحظة تاريخية فتحت آفاقًا جديدة نحو بناء دولة ديمقراطية.
يُشير هذا القرار المشترك إلى وجود إدراك متزايد لدى القيادات المحلية والشعب العراقي بأهمية تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف في سبيل بناء مستقبل أفضل. كما يعكس رغبة في تكريم الرموز الوطنية التي قدمت تضحيات جسيمة من أجل العراق، واستلهام العبر من الماضي لتجنب تكرار الأخطاء.
تأثير تعطيل الدوام على الحياة اليومية:
من المتوقع أن يؤدي تعطيل الدوام الرسمي في هذه المحافظات إلى توقف أو تباطؤ في بعض الخدمات الحكومية والتعاملات الرسمية ليوم غد الأربعاء. ومع ذلك، فإن الأهمية الرمزية لهذا التعطيل تتجاوز التأثير العملي، حيث يُنظر إليه على أنه تعبير عن الاحترام والتقدير لذكرى الشهيد الصدر والاحتفاء ببداية مرحلة جديدة في تاريخ العراق.
من المرجح أن تشهد هذه المحافظات فعاليات وأنشطة مختلفة لإحياء هاتين المناسبتين، بما في ذلك إقامة مجالس تأبينية، وعقد ندوات فكرية، وتنظيم فعاليات ثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على حياة وإرث السيد محمد باقر الصدر وأهمية سقوط النظام السابق في مسيرة العراق نحو الديمقراطية.
تطلعات نحو مستقبل موحد:
يُعبر هذا القرار المشترك بتعطيل الدوام الرسمي عن تطلعات الشعب العراقي نحو مستقبل أكثر وحدة واستقرارًا وازدهارًا. فمن خلال استذكار الرموز الوطنية والمحطات التاريخية الهامة، يسعى العراقيون إلى بناء هوية وطنية جامعة تتجاوز الانتماءات الضيقة وترتكز على قيم المواطنة المشتركة والسعي نحو تحقيق تطلعات جميع أبناء الشعب العراقي.
يُعد هذا اليوم فرصة للتأكيد على أهمية الحوار والتسامح والمصالحة الوطنية كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في العراق، وبناء دولة قوية ومزدهرة تحتضن جميع أبنائها وتضمن لهم حياة كريمة وآمنة.