تترقب الأمة الإسلامية حلول شهر ذي الحجة لعام 1446 هجري، وما يحمله من أيام مباركة وعيد الأضحى المبارك. ووفقاً للحسابات الفلكية، من المتوقع أن تكون غرة شهر ذي الحجة لعام 1446 هجري هي يوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025. وبناءً على هذه التوقعات، تتحدد مواعيد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى في معظم الدول العربية.
موعد غرة ذي الحجة 1446 (فلكياً):
تشير التقديرات الفلكية الصادرة عن المعاهد والمراكز الفلكية المتخصصة إلى أن هلال شهر ذي الحجة سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران، وسيُرى بوضوح في معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية مساء يوم الثلاثاء 27 مايو 2025 (يوم الرؤية الشرعية). وعليه، فإن:
- غرة شهر ذي الحجة 1446 هـ فلكياً ستكون يوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025.
موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 1446 / 2025 (فلكياً):
استناداً إلى موعد غرة ذي الحجة فلكياً، تُحدد مواعيد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك على النحو التالي:
- يوم عرفة (9 ذو الحجة 1446 هـ): من المتوقع أن يكون يوم الخميس الموافق 5 يونيو 2025.
- أول أيام عيد الأضحى المبارك (10 ذو الحجة 1446 هـ): من المتوقع أن يكون يوم الجمعة الموافق 6 يونيو 2025.
- أيام التشريق: ستكون أيام السبت 7 يونيو، الأحد 8 يونيو، والاثنين 9 يونيو 2025.
مواعيد عيد الأضحى المبارك في الدول العربية (توقعات فلكية):
بناءً على هذه الحسابات، يتوقع أن يكون موعد عيد الأضحى المبارك موحداً في غالبية الدول العربية والإسلامية، حيث يتوافق يوم الجمعة 6 يونيو 2025 كأول أيام العيد في كل من:
- مصر: الجمعة 6 يونيو 2025.
- السودان: الجمعة 6 يونيو 2025.
- فلسطين: الجمعة 6 يونيو 2025.
- الأردن: الجمعة 6 يونيو 2025.
- لبنان: الجمعة 6 يونيو 2025.
- سوريا: الجمعة 6 يونيو 2025.
- العراق: الجمعة 6 يونيو 2025.
- الكويت: الجمعة 6 يونيو 2025.
- الإمارات العربية المتحدة: الجمعة 6 يونيو 2025.
- قطر: الجمعة 6 يونيو 2025.
- المملكة العربية السعودية: الجمعة 6 يونيو 2025 (ويعتمد عليها تحديد مواعيد الحج والمواسم الدينية).
- البحرين: الجمعة 6 يونيو 2025.
- اليمن: الجمعة 6 يونيو 2025.
تأكيد المواعيد يعتمد على الرؤية الشرعية:
من المهم التأكيد على أن هذه المواعيد هي توقعات فلكية، وأن الموعد الرسمي والنهائي لبداية شهر ذي الحجة ويوم عرفة وعيد الأضحى المبارك يعتمد على الرؤية الشرعية للهلال، والتي يتم تحريها مساء يوم الثلاثاء 27 مايو 2025 (الموافق 29 من ذي القعدة 1446 هـ). ستقوم اللجان الشرعية وهيئات الإفتاء في كل دولة عربية بإعلان الموعد الرسمي بعد ثبوت الرؤية.
كما أعلن الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بالسودان عبد الله الزبير، و«هيئة دار الإفتاء الشرعية» في اليمن، وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية في الأردن أحمد هليل، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، وديوان الوقف السني العراقي مساء اليوم، أنه وبعد التحري ومراعاة طرق الاثبات الشرعية وبعد الاتصالات التي جرت مع الدول المجاورة ثبت لديهم رؤية هلال شهر شوال.
وكانت المحكمة العليا في السعودية أعلنت أن غداً هو غرة شهر شوال.
أعلن الديوان الملكي في بيان مساء اليوم أن المحكمة العليا، وبعد اطلاعها على ما ورد إليها، قررت أن غداً (الإثنين) غرة شهر شوال المبارك لعام 1446 هـ.
وصدر عن الديوان الملكي البيان التالي:
بيان من الديوان الملكي
جاءنا من المحكمة العليا ما يلي:
عقدت المحكمة العليا بمقرها في الرياض جلسة مساء هذا اليوم الأحد التاسع والعشرين، للنظر في ما يردها حول رؤية هلال شهر شوال المبارك 1446هـ، وبعد اطلاعها على ما ورد إليها في هذا الخصوص ودراسته أصدرت القرار التالي:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد: فقد عقدت المحكمة العليا جلسة مساء هذا اليوم الأحد التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام 1446 هـ للنظر في ما يردها حول ترائي هلال شهر شوال المبارك لهذا العام 1446 هـ، وبعد الاطلاع على ما وردها والنظر في ذلك، ولأنه قد شهد عدد من الشهود العدول برؤية هلال شهر شوال المبارك هذه الليلة في عدد من المحافظات والمراكز، وبناءً على ذلك ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» متفق عليه،
فضل صيام ذي الحجة
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانيا إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
فضل صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة
رابعا إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
فضل الأيام العشر من ذي الحجة
1- أقسم الله -عز وجل- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلا بشيء عظيم؛ قال الله -تعالى-: «وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ»، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحجة على الصحيح مما ورد عن المُفسرين والعلماء.
2- تشمل الأيام العشر من ذي الحجة أفضل الأيام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَج الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضًا يوم النحر؛ لقَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ».
3- تُؤدى فيها فريضة الحج التي تُعَد من أعظم الفرائض.
4- شهِد لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها أعظم أيام الدُّنيا؛ إذ قال: «ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ».
5- تجتمع فيها أمهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ».
6- تُعد الأيام العشر من ذي الحجة الأيام المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ».
يُعد عيد الأضحى المبارك من أهم الأعياد في الإسلام، حيث تُقام فيه صلاة العيد، وتُذبح الأضاحي، وتُتبادل الزيارات، وتُقام الاحتفالات ابتهاجاً بهذه المناسبة العظيمة التي تُحيي سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام.