سحب الجنسية في الكويت: صدمة مجتمعية وتساؤلات حول الحقوق الأساسية
أثار قرار اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية بسحب وفقد الجنسية من 434 شخصًا حالة من الصدمة والقلق في الأوساط المجتمعية والحقوقية في الكويت. فبينما تتفهم الحاجة إلى مراجعة ملفات الجنسية ومكافحة التزوير، فإن حجم القرار وتنوع الفئات التي شملها يثيران مخاوف جدية بشأن الآثار الإنسانية والاجتماعية المحتملة، بالإضافة إلى التساؤلات حول احترام الحقوق الأساسية للأفراد.
أسماء المسحوبة جناسيهم 2025

كاشف المزورين
من الناحية الحقوقية، يثير استخدام مصطلح "المصلحة العليا للبلاد" لتبرير سحب الجنسية من فئات مختلفة قلقًا بشأن مدى توافق هذه الإجراءات مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تضمن الحق في الجنسية وتحظر السحب التعسفي لها. إن الغموض الذي يكتنف مفهوم "المصلحة العليا" وكيفية تطبيقه في هذه الحالات يفتح الباب أمام احتمالية إساءة استخدامه أو تطبيقه بشكل تمييزي.
إن فقدان الجنسية ليس مجرد إجراء إداري، بل هو قرار يترتب عليه آثار عميقة على حياة الأفراد وأسرهم. فالمجردين من الجنسية يواجهون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والعمل، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركتهم وحقوقهم المدنية. إن سحب الجنسية من هذا العدد الكبير من الأفراد، بمن فيهم من اكتسبوها بالتبعية، يمكن أن يؤدي إلى تفكك أسر وتشريد أفراد وإيجاد فئة جديدة من المقيمين غير الشرعيين في البلاد.
إن الحالات التي تم فيها سحب الجنسية من أبناء كويتيات أو من أشخاص مُنحت لهم الجنسية تقديرًا لـ "أعمال جليلة" تثير تساؤلات خاصة حول مدى عدالة هذا الإجراء وتأثيره على الثقة بين الدولة ومواطنيها. كما أن ربط سحب الجنسية بحالات "إحصاء 1965" يستدعي فهمًا أعمق للسياقات التاريخية والاجتماعية التي صاحبت هذه الإحصاءات.
إن معالجة قضايا الجنسية تتطلب توازنًا دقيقًا بين حق الدولة في الحفاظ على هويتها الوطنية ومكافحة التزوير، وبين التزامها بحماية حقوق الإنسان وضمان عدم تضرر الأفراد بشكل غير متناسب نتيجة للإجراءات المتخذة. من الضروري أن تصاحب هذه القرارات الشفافية الكاملة في الإجراءات، وتوفير آليات فعالة للتظلم والطعن، وضمان حصول المتضررين على الدعم القانوني والإنساني اللازم.