جدل في الكويت: سحب الجنسية من الدكتور رياض الطرزي يثير تساؤلات حول معايير "الأعمال الجليلة"
الكويت – 23 مايو 2025: في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط الطبية والاجتماعية بالكويت، تصدر خبر سحب الجنسية الكويتية من الدكتور رياض الطرزي واجهة الأحداث، ليُصبح حديث الرأي العام. هذا القرار يأتي ضمن سلسلة واسعة من الإجراءات الحكومية التي طالت المئات، ويسلط الضوء مجدداً على معايير منح الجنسية وسحبها، خاصة تلك التي تمت تحت بند "الأعمال الجليلة".
لم يكن اسم الدكتور رياض الطرزي اسماً عادياً في المشهد الصحي الكويتي. فهو بروفيسور جراحة قلب بارز، لمع بإنجازاته وإسهاماته في تطوير هذا القطاع الحيوي داخل الكويت وخارجها. قبل نحو شهر واحد فقط من صدور قرار سحب جنسيته، كانت وكالة الأنباء الرسمية "كونا" قد احتفت بنجاحه في قيادة عملية زراعة قلب طبيعي، معتبرة ذلك "ترسيخاً لمكانة الكويت مركزاً إقليمياً متقدماً في جراحة القلب وزراعة الأعضاء". هذا التناقض بين التكريم الرسمي ثم سحب الجنسية فاجأ الكثيرين، وفتح الباب أمام موجة من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية، والخلفيات القانونية، والتداعيات المحتملة على مكانة الكفاءات المقيمة في الدولة.
الطرزي وجنسية "الأعمال الجليلة":
الدكتور رياض الطرزي كان قد نال الجنسية الكويتية في عام 2018، ضمن مجموعة من الأطباء والعلماء الذين مُنحوا الجنسية تقديراً لـ"أعمالهم الجليلة" وخدماتهم الجسيمة للدولة والمجتمع. يُذكر أن تجنيسه كان بتزكية من الشيخ ناصر صباح الأحمد -رحمه الله-، بعد تدخله الطبي لإنقاذ حياة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد. كان يُنظر إلى هذه الخطوة آنذاك كإشارة إيجابية نحو احتضان الكويت للكفاءات وتعزيز بيئة الابتكار.
سبب سحب الجنسية: لغز وتكهنات:
حتى الآن، لم تُعلن وزارة الداخلية الكويتية بشكل تفصيلي ومحدد عن سبب سحب الجنسية من الدكتور رياض الطرزي تحديدًا. ومع ذلك، فإن قرارات سحب الجنسية الأخيرة التي طالت 1292 حالة بشكل عام، والتي أعلنت عنها اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية في 22 مايو 2025، قد استندت إلى مواد قانونية تتعلق بـ:
- الغش والأقوال الكاذبة (التزوير).
- الازدواجية في الجنسية.
- المساس بولاء البلاد.
- "المصلحة العليا للبلاد" (خاصة للحالات التي حصلت على الجنسية بموجب بند "الأعمال الجليلة" أو "إحصاء 1965").
كون الدكتور الطرزي حصل على الجنسية تحت بند "الأعمال الجليلة"، فإن التكهنات تشير إلى أن سحب جنسيته قد يندرج تحت بند "المصلحة العليا للبلاد" أو ربما يتعلق بمراجعة دقيقة لملف حصوله عليها، لا سيما أن وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح كان قد أشار إلى أن بند "الأعمال الجليلة" ستتم مراجعته بالكامل. وقد طال السحب أيضاً شخصيات أخرى حصلت على الجنسية بذات البند مثل المطربة نوال الكويتية والفنان داود حسين، ورياضيين مثل مؤيد الحداد وفهد العنزي.
أصول الدكتور رياض الطرزي:
فيما يخص أصول الدكتور رياض الطرزي، المعلومات المتاحة لا تقدم تفصيلاً دقيقاً عن جنسيته الأصلية قبل حصوله على الجنسية الكويتية. بعض المصادر تلمح إلى أصول غير كويتية، لكن لا توجد معلومات مؤكدة أو منشورة بشكل واسع في ويكيبيديا أو مصادر موثوقة أخرى تحدد بشكل قاطع أصوله العرقية أو القومية. ويكيبيديا العربية لديها صفحة باسم "رياض العدساني" وهو سياسي كويتي، لكن لا توجد صفحة خاصة بالدكتور رياض الطرزي توضح أصوله. ما هو معروف هو أنه كفاءة طبية عالية قدمت خدمات بارزة في مجال جراحة القلب في الكويت.
تداعيات القرار:
سحب الجنسية من شخصية بمكانة الدكتور رياض الطرزي قد يثير قلقاً بين الأوساط الأكاديمية والطبية ليس فقط في الكويت، بل على المستوى الإقليمي والدولي. قد يُفسر هذا القرار كرسالة سلبية للكفاءات والخبرات التي تفكر في القدوم والاستقرار والعمل في الكويت، مما قد يؤثر على جاذبية البلاد كمركز للمواهب في المستقبل.
تُتابع الأوساط القانونية والإعلامية في الكويت عن كثب تطورات هذا الملف، خاصة مع احتمال تقديم طعون قانونية من قبل المتضررين أمام القضاء الكويتي. يبقى الشارع الكويتي بانتظار مزيد من التوضيحات الرسمية التي قد تكشف عن الأسباب الدقيقة وراء هذه القرارات الحساسة.