تصعيد غير مسبوق: الكويت تسحب الجنسية من المئات، بينهم شخصيات بارزة وفنانون ورياضيون – تفاصيل وحقائق حصرية!
الكويت في خضم أكبر حملة لسحب الجنسيات: "أعمال جليلة" تحت المجهر وتداعيات واسعة تضرب أروقة المجتمع
تشهد الساحة الكويتية في الآونة الأخيرة حراكًا غير مسبوق فيما يتعلق بقضايا الجنسية، حيث تصدرت أخبار سحب الجنسيات من مئات الأشخاص، بينهم شخصيات معروفة وفنانون ورياضيون، واجهة المشهد الإعلامي والاجتماعي. هذه القرارات، التي تأتي في سياق حملة حكومية واسعة لـ"تنقية" ملف الجنسية، تثير تساؤلات عميقة حول الأسس القانونية، والأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة، ومدى تأثيرها على النسيج الاجتماعي الكويتي.
لماذا الآن؟ حملة "تطهير" ملف الجنسية تكشف عن تجاوزات بالجملة
تؤكد المصادر الرسمية أن قرارات سحب الجنسية الأخيرة، التي شملت دفعات كبيرة من الأشخاص، تأتي في إطار مراجعة شاملة لملفات التجنيس التي تمت خلال السنوات الماضية. وبحسب تصريحات لمسؤولين كويتيين، فإن الهدف من هذه الحملة هو تصحيح الأوضاع القانونية، ومواجهة أي حالات تزوير أو غش في الحصول على الجنسية، أو أي مخالفات تتعلق بازدواجية الجنسية دون إذن مسبق.
اللافت في هذه الدفعة من القرارات هو تركيزها على الحالات التي حصلت على الجنسية بموجب "أعمال جليلة" أو "خدمات جليلة" قدموها للدولة. هذه المادة من قانون الجنسية (المادة 13 فقرة 4) التي تتيح التجنيس لمن قدم خدمات استثنائية للكويت، أصبحت الآن تحت مجهر التدقيق الحكومي، حيث تم اكتشاف العديد من التجاوزات التي أدت إلى سحب الجنسية من مئات الأشخاص في هذا البند بالذات. وتؤكد مصادر مطلعة أن هناك محاولات لتصحيح أخطاء سابقة قد تكون قد حدثت نتيجة لـ "الواسطة والتدخلات الشخصية" التي لم تلتزم بالشروط القانونية الصارمة.
أسماء على "تويتر" والواقع الرسمي: بين الشائعة والحقيقة
تتناثر الأسماء على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر"، بمجرد صدور أي قرار بسحب الجنسية. يشتعل النقاش، وتكثر التكهنات، وتنتشر قوائم بأسماء يُقال إنها لمسحوبة جناسيهم. ومع ذلك، من الأهمية بمكان التأكيد على أن الجهات الرسمية في الكويت لا تعلن عن أسماء الأشخاص الذين تُسحب منهم الجنسية بشكل علني، وذلك مراعاةً للخصوصية.
ولكن، بعض التسريبات الإعلامية وشهادات المتضررين أنفسهم أو ذويهم، كشفت عن أسماء لشخصيات معروفة شملتهم قرارات السحب الأخيرة، مثل فنانين كبار ورياضيين سابقين. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية والرياضية، حيث يرى البعض أن هذه القرارات قد تكون قاسية وتتجاهل سنوات طويلة من العطاء والولاء للكويت.
وقد أشارت بعض التقارير إلى سحب الجنسية من أحفاد شخصيات قبلية معروفة، مثل أحفاد "بن هذال"، مما أثار ردود فعل قوية على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبره البعض "إهانة لتاريخ الشيوخ والرموز الوطنية". هذا الأمر يؤكد على أن القضية تتجاوز مجرد الجانب القانوني، لتلامس أوتارًا حساسة في النسيج الاجتماعي والقبلي في الكويت.
تداعيات قرارات السحب: هل تتأثر مكانة الكويت الإقليمية؟
لا شك أن هذه القرارات تحمل تداعيات واسعة النطاق على الصعيد الفردي والمجتمعي:
-
على المستوى الفردي: يواجه الأفراد الذين تُسحب منهم الجنسية مصيرًا مجهولًا، حيث يفقدون جميع حقوق المواطنة، بما في ذلك حقوق الإقامة، والعمل، والتعليم، والرعاية الصحية. ويصبحون في وضع قانوني معقد، خاصة إذا لم يكونوا يحملون جنسية أخرى.
-
على المستوى الاجتماعي: تثير هذه الحملة مخاوف بشأن الاستقرار الاجتماعي، وتخلق حالة من التوتر والقلق لدى فئات واسعة من المجتمع، خاصة أولئك الذين حصلوا على الجنسية عبر "الأعمال الجليلة" أو بالتبعية. وقد تتسبب هذه القرارات في إعادة تعريف مفهوم المواطنة والانتماء لدى البعض.
-
على المستوى الاقتصادي: يمكن أن تؤثر هذه القرارات على سوق العمل والقطاع الخاص، حيث قد يضطر العديد من الأفراد الذين سحبت جنسيتهم إلى مغادرة البلاد أو البحث عن فرص عمل أخرى.
-
على المستوى السياسي والقانوني: تؤكد الحكومة الكويتية على أن هذه الإجراءات تتم وفقًا للقانون الكويتي، وتضمن حق المتضررين في الطعن على القرارات أمام القضاء. ومع ذلك، فإن حجم القرارات المتخذة وسرعة تنفيذها، يشير إلى توجه حكومي حاسم نحو تطبيق القانون بحزم، حتى لو أثار ذلك جدلاً واسعًا.
"المصلحة العليا للبلاد": مبرر قانوني أم ضرورة وطنية؟
تستند العديد من قرارات سحب الجنسية إلى مبررات مثل "المصلحة العليا للبلاد" أو "الإضرار بأمن الدولة". هذه المبررات، وإن كانت تندرج ضمن الصلاحيات القانونية للحكومة، فإنها تفتح الباب أمام نقاش واسع حول مدى توازنها مع حقوق الأفراد. ففي بعض الحالات، قد يكون سحب الجنسية بسبب "المصلحة العليا" مرتبطًا بقضايا أمنية أو سياسية حساسة، بينما في حالات أخرى، قد يكون مرتبطًا بتجاوزات إدارية أو مالية في عملية التجنيس.
ويشير وزير الداخلية الكويتي في تصريحات سابقة إلى أن الكويت كانت "مختطفة من قبل جنسيات مختلفة"، مؤكداً أن الهدف هو "إعادة البلاد ورقة بيضاء"، وهذا يعكس جدية الحكومة في مواجهة أي اختراقات لملف الجنسية، حتى لو كانت هذه الاختراقات قد حدثت منذ عقود.
نحو مستقبل أكثر وضوحًا: الشفافية هي المفتاح
بينما تواصل الكويت حملتها لتصحيح ملف الجنسية، تظل الحاجة ماسة إلى المزيد من الشفافية والوضوح في التعامل مع هذه القضايا الحساسة. إن توفير معلومات دقيقة وموثوقة للرأي العام، وتجنب الشائعات، وحماية حقوق المتضررين وفقًا للقانون، هي خطوات أساسية لضمان أن تسير هذه الحملة في الاتجاه الصحيح، وأن تحقق أهدافها المرجوة دون الإخلال بالاستقرار الاجتماعي أو المساس بمبادئ العدالة. فالمواطنة هي أساس بناء الدول، والحفاظ على قدسيتها يتطلب توازنًا دقيقًا بين صرامة القانون ومرونة التعامل الإنساني.