طرابلس على صفيح ساخن: اغتيال "غنيوة الككلي" يشعل فتيل اشتباكات عنيفة ويُدخل العاصمة في دوامة جديدة من الفوضى الأمنية
اخر اخبار الوضع الأمني في ليبيا اليوم ..اخبار ليبيا اليوم عاجل طرابلس تفاصيل وأسباب فتل غنيوة الككلي في طرابلس وقرارات هامة للدبيبة
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء يوم الاثنين الموافق 12 مايو 2025، تطورات أمنية خطيرة ومفاجئة، تمثلت في مقتل القيادي البارز ورئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي المعروف بـ "غنيوة". وقد وقع الحادث المأساوي إثر تبادل لإطلاق النار داخل مقر اللواء 444 قتال التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، وذلك خلال اجتماع لم تضح معالمه الكاملة حتى الآن.
قرارات هامة للدبيبة
الدبيبة يصدر حزمة قرارات بعد أحداث طرابلس والسيطرة على مقرات غنيوة
- إلغاء إدارة العمليات والأمن القضائي ضمن الهيكل التنظيمي لجهاز الشرطة القضائية، والذي يخضع لإمرة أسامة نجيم.
- نقل تبعية هيئة أمن المرافق والمنشآت، التي كانت تحت رئاسة أسامة طليش، إلى وزارة الداخلية.
- تشكيل لجنة لمتابعة أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز، برئاسة وزير الداخلية عماد الطرابلسي، وعضوية وكيل عام وزارة العدل، وممثل عن المجلس الأعلى للقضاء.
موسى إبراهيم يعلق على ما حدث لغنيوة الككلي في طرابلس
اعتبر موسى إبراهيم، المتحدث السابق باسم اللجنة الشعبية العامة، أن مقتل عبد الغني الككلي لا يُعدّ حدثًا غريبًا في سياق ما وصفه بالتكرار المستمر لنفس السيناريوهات في ليبيا منذ عام 2011.
وقال إبراهيم إن ما يحدث يندرج ضمن سياسة ممنهجة تهدف، بحسب تعبيره، إلى الحيلولة دون بروز تيار سياسي مستقل أو توحّد الفرقاء الليبيين حول مشروع وطني قائم على الانتخابات وأضاف أن القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لا ترغب في قيام انتخابات برلمانية أو رئاسية حقيقية، ولا في تحقيق مصالحة وطنية شاملة، بل تسعى – وفق قوله – إلى إبقاء السلطة بيد مجموعات وصفها بـ”الإجرامية”، قادرة على تنفيذ أجنداتها الأمنية في طرابلس.
اخبار ليبيا اليوم عاجل طرابلس
واعتبر إبراهيم أن مقتل الككلي جاء نتيجة صراع على الثروة والمناصب، واصفًا الحادث بأنه تم بأوامر مباشرة من السفارتين الأميركية والبريطانية، مشيرًا إلى أن ما حدث يعكس حالة الانهيار الأخلاقي والسياسي التي تعيشها البلاد منذ أحداث 2011 وقد تضاربت الروايات حول ملابسات مقتل "غنيوة الككلي"، الذي يُعد أحد أبرز الشخصيات الأمنية النافذة والمثيرة للجدل في المشهد الليبي منذ سقوط نظام معمر القذافي. فبينما أشارت تقارير أولية إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين عناصر تابعة لجهاز دعم الاستقرار وقوات أخرى داخل المعسكر، سرت روايات أخرى تتحدث عن عملية "اغتيال" مُدبرة استهدفت الككلي بشكل مباشر.
اخر اخبار الوضع الأمني في ليبيا اليوم
وقد أكدت مصادر محلية أن تبادل إطلاق النار أسفر عن مقتل الككلي وعدد من مرافقيه وقادة آخرين من قوة العمليات المشتركة واللواء 444 قتال، مما أدى إلى حالة من الاستنفار الأمني والعسكري في العاصمة. وعقب الإعلان عن مقتل الككلي، تصاعدت حدة التوتر في طرابلس، واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في عدة مناطق، خاصة في منطقة أبو سليم، وامتدت الاشتباكات بشكل نسبي إلى أحياء أخرى، مما أثار الذعر بين السكان ودفع العديد منهم إلى ملازمة منازلهم.
وقد استخدمت في هذه الاشتباكات أسلحة متوسطة وخفيفة، وسُمع دوي إطلاق النار والانفجارات في أنحاء متفرقة من العاصمة، كما أفادت تقارير محلية باندلاع حرائق في بعض المقرات الأمنية. وقد أدت هذه الأحداث المؤسفة إلى انقطاع جزئي للكهرباء في مناطق من طرابلس، كما تحدثت تقارير إعلامية عن توقف حركة المغادرة والوصول في مطار معيتيقة الدولي، وإعلان حالة من الحذر القصوى في صفوف المدنيين.
وقد سارعت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية إلى إصدار بيانات طالبت فيها المواطنين بضرورة التزام الحذر وعدم مغادرة أماكن إقامتهم إلا للضرورة القصوى، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تبذل قصارى جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف. كما دعت الأطراف المتنازعة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار حقناً للدماء وحفاظاً على سلامة المدنيين وممتلكاتهم.
تفاصيل وأسباب فتل غنيوة الككلي في طرابلس
وقد أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، واشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية. ودعت جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فوراً واستعادة الهدوء، والالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات.
ويُعد عبد الغني الككلي، الذي نشأ في حي أبو سليم بطرابلس، من الشخصيات الأمنية المؤثرة في العاصمة، وقد تقلد مناصب أمنية رفيعة، أبرزها رئاسة جهاز دعم الاستقرار الذي تم إنشاؤه بهدف دعم الدولة الليبية في فرض النظام، إلا أن الجهاز تحول بمرور الوقت إلى قوة شبه مستقلة ذات نفوذ واسع، ما أثار الكثير من الجدل حول دوره وتصرفاته.
وقد ارتبط اسم الككلي بالعديد من الاشتباكات المسلحة في غرب ليبيا، ورغم الاتهامات الموجهة له بارتكاب انتهاكات واسعة، فقد ظهر في مناسبات رسمية مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، مما يعكس نفوذه وقبوله السياسي في بعض الأوساط.
ويُثير مقتل الككلي في هذا التوقيت الحساس تساؤلات عديدة حول تداعياته على الوضع الأمني والسياسي في طرابلس، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى تصاعد الصراع بين الميليشيات والجماعات المسلحة المتنافسة في العاصمة. كما يخشى الكثيرون من أن تدخل طرابلس في دوامة جديدة من العنف والفوضى، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعرقل جهود تحقيق الاستقرار في البلاد.
كما وجه وزير الداخلية المكلف، لواء عماد مصطفى الطرابلسي، بتكثيف الدوريات الامنية من مختلف المكونات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية داخل العاصمة طرابلس، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الأمن وحفظ الاستقرار.
وفي الختام، يبقى الوضع الأمني في طرابلس هشاً وغير مستقر في أعقاب مقتل "غنيوة الككلي"، وتتجه الأنظار إلى كيفية تعامل الأطراف المعنية مع هذا التطور الخطير، وما إذا كانت ستنجح جهود التهدئة في احتواء الموقف ومنع انزلاق العاصمة إلى مزيد من العنف والفوضى.