🎉 العراق يستعد لعطلة عيد الغدير الأغر 2025: يوم ديني يكتسب بعداً وطنياً ورسمياً 🇮🇶✨
مع انتهاء مناسك عيد الأضحى المبارك، يتجه اهتمام ملايين العراقيين، وخاصة من الطائفة الشيعية الكريمة، نحو مناسبة دينية عظيمة أخرى وهي "عيد الغدير الأغر". هذا اليوم، الذي يحمل في طياته دلالات روحية وتاريخية عميقة، لم يعد مجرد مناسبة دينية تحتفل بها شريحة واسعة من المجتمع، بل اكتسب في السنوات الأخيرة بعداً وطنياً رسمياً بعد أن أقر البرلمان العراقي اعتباره عطلة رسمية عامة. وفي عام 2025، يُنتظر أن يكون هذا اليوم، الذي يوافق الثامن عشر من ذي الحجة، مناسبة للاحتفال والراحة في جميع أنحاء العراق.
عيد الغدير الأغر هو عيد يحتفل به المسلمون السنة والشيعة في 18 ذي الحجة من كل عام، وهو اليوم الذي خطب فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غدير خم وأعلن فيه عن علي بن أبي طالب كخليفة بعده. يُعتبر عيد الغدير من أهم الأعياد الدينية عند الشيعة.
أهمية عيد الغدير:
يُذكر بفضائل الإمام علي:
يُعتبر عيد الغدير ذكرى لتولية الإمام علي بن أبي طالب من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يثبت فضل الإمام علي عند الشيعة.
يُتوقع أن يصادف عيد الغدير الأغر لعام 2025 يوم الإثنين الموافق 16 يونيو. يأتي هذا التوقع بناءً على الحسابات الفلكية التي تحدد بداية شهر ذي الحجة ومناسك الحج، حيث يقع عيد الغدير بعد ثمانية أيام من أول أيام عيد الأضحى المبارك (الذي يُتوقع أن يكون في 8 يونيو 2025). هذا التحديد المسبق للموعد يسمح للمؤسسات والأفراد بالتخطيط المسبق لهذه العطلة التي ستعطل الحياة العامة في البلاد.
عيد الغدير الأغر يحمل أهمية كبرى لدى المسلمين الشيعة، فهو يحيي ذكرى حادثة "غدير خم"، التي يُعتقد أنها وقعت بعد عودة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع. في هذه الحادثة، وبحسب الروايات الشيعية، ألقى النبي خطبة أشار فيها إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، وهو ما يُفسر على أنه تعيين له خليفة ووصي من بعده. هذا الحدث يُعد ركيزة أساسية في العقيدة الشيعية، ويمثل يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
تاريخياً، كان عيد الغدير يُحتفل به بشكل واسع في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في العراق، ولكن قرار البرلمان العراقي في 13 مارس 2024 بإقرار قانون العطلات الرسمية، والذي تضمن عيد الغدير كعطلة رسمية، يُعدّ نقطة تحول. هذا القرار لم يكن مجرد إضافة إلى قائمة العطلات، بل كان له دلالات سياسية واجتماعية عميقة، تعكس تزايد نفوذ القوى السياسية التي طالبت بهذا الإقرار لسنوات طويلة، واعترافاً بأهمية المناسبة لدى غالبية السكان.
تأتي هذه الخطوة في سياق يهدف إلى ترسيخ الهوية الدينية والثقافية للطوائف المختلفة في العراق، وتعزيز مبدأ التعددية. ورغم الترحيب الواسع بهذا القرار في أوساط المكون الشيعي، إلا أنه أثار بعض النقاشات حول توازن العطلات الرسمية ومدى تأثيرها على الإنتاجية العامة، وحول ضرورة إيجاد توازن يراعي خصوصيات جميع المكونات العراقية دون الإخلال باللحمة الوطنية.
مع إقرار العطلة، ستتوقف جميع الدوائر الحكومية والوزارات والمؤسسات الرسمية عن العمل في هذا اليوم. كما ستغلق البنوك والمدارس والجامعات أبوابها، مما يؤثر على الحياة الاقتصادية والإدارية في جميع أنحاء البلاد. يُنصح بالانتباه إلى هذا الإجراء لأي مواعيد أو معاملات رسمية قد تتأثر بتوقف الدوام في 16 يونيو 2025.
تتميز احتفالات عيد الغدير في العراق بطقوسها ومراسيمها الخاصة. فبالإضافة إلى الزيارات المعتادة للأقارب والاحتفالات المنزلية، تشهد العتبات المقدسة، وخاصة مرقد الإمام علي في النجف الأشرف، توافد ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه لإحياء هذه الذكرى المباركة. تُقام الصلوات والخطب الدينية، وتُنظم مواكب العزاء والفرح، وتُوزع الأطعمة والمشروبات (النذور) على الزوار، في أجواء روحانية مهيبة.
إن اعتماد عيد الغدير كعطلة رسمية في العراق يعكس تحولاً في المشهد العام، ويُبرز أهمية الاحتفاء بالهويات الدينية والثقافية المتنوعة في البلاد. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة في كيفية تعزيز الوحدة الوطنية والتآخي بين جميع المكونات، بحيث تكون هذه العطلة مناسبة للتقارب والتفاهم المتبادل، لا للانقسام أو الجدال.
وفي الختام، يترقب العراقيون يوم الإثنين الموافق 16 يونيو 2025 للاحتفال بعيد الغدير الأغر. سيكون هذا اليوم، الذي يحمل إرثاً دينياً وتاريخياً كبيراً، فرصة للتأمل والاحتفال، وفي الوقت نفسه، تذكيراً بضرورة ترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك التي تُعد أساس بناء العراق المزدهر والمستقر.