ارتفاع تاريخي لسعر الذهب في السوق الموازية (سوق المشير) بنسبة 26% خلال عام 2025. تحليل شامل لأسباب هذا الارتفاع، وما الذي يجعل الذهب الخيار الأفضل للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية في ليبيا؟
شهد سعر الذهب في السوق الموازية (سوق المشير) خلال عام 2025 ارتفاعًا غير مسبوق، حيث بلغت نسبة الزيادة نحو 26%. هذا الارتفاع القوي والمستمر يؤكد على مكانة الذهب كـ "ملاذ آمن" في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها ليبيا. ففي الوقت الذي تتأرجح فيه أسعار العملات وتتآكل القوة الشرائية للدينار، يجد الليبيون في الذهب وسيلة موثوقة للحفاظ على قيمة مدخراتهم وتأمين مستقبلهم المالي.
لطالما كان الاستثمار في الذهب جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الليبية، ولكن في السنوات الأخيرة، تحول من مجرد عادة إلى ضرورة اقتصادية. "صار لنا سنين نشوفوا الدولار يزيد كل يوم، والفلوس اللي تحت المخاد تفقد قيمتها. الذهب هو الحل الوحيد" يقول الحاج محمود، الذي قرر تحويل جزء من مدخراته إلى ذهب. هذا التوجه يعكس قلقًا عميقًا من المستقبل الاقتصادي، ويدفع الكثيرين، من الشباب إلى كبار السن، للاستثمار في المعدن الأصفر.
الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع الكبير والمتواصل في سعر الذهب في ليبيا هي:
الخوف من التضخم: ارتفاع معدلات التضخم يؤدي إلى فقدان العملة المحلية لقيمتها، مما يدفع المواطنين إلى البحث عن أصول صلبة مثل الذهب لحماية مدخراتهم.
تقلبات سعر صرف الدينار: عندما يتأرجح سعر الدينار الليبي في السوق الموازية، يزداد الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد هذه التقلبات.
عدم الاستقرار السياسي والأمني: أي توترات سياسية أو أمنية في البلاد تدفع المستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى تحويل أموالهم إلى الذهب، مما يزيد الطلب ويرفع الأسعار.
الارتفاع في الأسواق العالمية: يرتبط سعر الذهب في ليبيا بشكل وثيق بالأسواق العالمية، وأي ارتفاع في أسعاره عالميًا ينعكس بشكل مباشر على الأسعار المحلية.
على الرغم من أن هذا الارتفاع قد يكون خبرًا جيدًا للمستثمرين الحاليين، فإنه يمثل تحديًا كبيرًا للمواطنين الذين كانوا يخططون لشراء الذهب. "كل ما أسعار الذهب تزيد، نزيد نبعد على حلم شراء الشبكة لعرسي" يقول السيد علي، شاب يستعد للزواج، معبرًا عن الصعوبة التي يواجهها الشباب في ظل ارتفاع أسعار المصوغات.
يبقى الذهب استثمارًا جذابًا في ليبيا، ولكن على المستثمرين الجدد والمواطنين توخي الحذر ومتابعة أخبار السوق بدقة، فتقلبات الأسعار قد تكون حادة في أي وقت.