سعر السكر في ليبيا: حلاوة الحياة تُصبح مرارة الغلاء اليوم
أحدث سعر لكيلو السكر في السوق الليبي
يُعد السكر في ليبيا أكثر من مجرد مادة تحلية؛ إنه جزء لا يتجزأ من ثقافة الضيافة، والشاي الليبي الأصيل، وإعداد الحلويات التقليدية التي تُزين موائد الأسر. لكن اليوم، الأحد 27 يوليو 2025، ومع الارتفاعات المتتالية في سعر السكر في ليبيا، بدأت حلاوة الحياة تتحول إلى مرارة الغلاء، ليُصبح توفير هذه السلعة الأساسية تحدياً يومياً يُضاف إلى قائمة هموم المواطن.
السكر: من الضروريات إلى الكماليات
اسعار السلع الأكثر استهلاكًا بالسوق المحلي .
وفيما يلي قائمة اسعار السلع الغذائية الاساسية في ليبيا اليوم الجمعة 18 ابريل 2025 :
في الماضي القريب، كان السكر متوفراً وبأسعار معقولة، لكن الصورة تغيرت الآن. فبينما كان الكيلو يُباع بسعر رمزي، أصبح اليوم سعره يتأرجح صعوداً، مما يُجبر الكثير من الأسر على تقنين استهلاكها. تخيل ربة منزل تُقلل كمية السكر في الشاي اليومي، أو تُقلص عدد المرات التي تُحضر فيها الحلويات لأبنائها، خوفاً من تكلفة الكيلو الواحد الذي أصبح يُشكل عبئاً على ميزانية المنزل.
لماذا يتصاعد سعر السكر؟ الأسباب المعقدة
ارتفاع سعر السكر في ليبيا لا يُمكن فصله عن عدة عوامل اقتصادية ولوجستية:
اعتماد شبه كلي على الاستيراد: لا تُنتج ليبيا السكر محلياً بكميات كبيرة، وبالتالي تعتمد بشكل شبه كلي على استيراده من الخارج. هذا يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية للسكر، والتي تتأثر بعوامل مثل مواسم الحصاد في الدول المنتجة، والطلب العالمي، وتكاليف الشحن.
تأثير سعر الصرف: بما أن السكر يُستورد بالعملات الأجنبية، فإن أي انخفاض في قيمة الدينار الليبي أمام الدولار أو اليورو، يُترجم مباشرة إلى ارتفاع في سعره المحلي. فالتجار الذين يدفعون قيمة السكر بالدولار في الخارج، يُضطرون لبيعه بسعر أعلى محلياً لتعويض خسارة سعر الصرف.
تكاليف النقل والتوزيع: بعد وصول السكر إلى الموانئ الليبية، تُضاف تكاليف النقل الداخلي الباهظة، سواء بسبب المسافات أو صعوبة الطرق أو ارتفاع أسعار الوقود، مما يُساهم في رفع السعر النهائي للمستهلك.
المضاربة والاحتكار: في بعض الأحيان، يستغل بعض التجار الأزمات أو نقص المعروض في السوق لرفع الأسعار بشكل مصطنع، عبر تخزين السلع والمضاربة بها، مما يُفاقم من الأزمة ويُزيد من معاناة المواطن.
🟠 سعر السكر في ليبيا اليوم | كم وصل سعر الكيلو والكيس في طرابلس وبنغازي؟
يُعد السكر من المواد الأساسية التي لا غنى عنها في كل بيت ليبي، ويعاني المواطنون من تفاوت أسعاره بين محل وآخر.
📌 السعر اليوم:
-
كيس سكر 50 كجم: 290 – 310 دينار ليبي
-
سعر الكيلو: 6 – 7 د.ل بالتجزئة
🟢 أسباب التغيرات:
-
نقص الاستيراد من الخارج بسبب الاعتمادات.
-
تذبذب سعر الدولار في السوق السوداء.
-
ضعف الرقابة على الأسعار.
👨👩👧 أم محمد، ربة منزل من قصر بن غشير، تقول: "كنت نجيب كيس سكر بـ 230، توا يقرب من 300 دينار! معاش قدرنا عليه مع حاجات الدار الأخرى."
تداعيات الغلاء: قصص من قلب المعاناة
الغلاء لا يُؤثر فقط على المطبخ، بل يمتد ليشمل الجانب الاجتماعي أيضاً:
تقلص المناسبات: في المجتمع الليبي، يُعد تقديم الشاي والحلويات للضيوف جزءاً أساسياً من كرم الضيافة. لكن مع ارتفاع سعر السكر، قد تُقلل بعض الأسر من هذه المظاهر أو تُصبح أقل سخاءً.
تأثير على الصحة العامة: قد يلجأ البعض إلى استخدام بدائل للسكر أقل تكلفة وقد تكون غير صحية، أو يقللون من استهلاك الأغذية التي تُصنع بالسكر، مما يُؤثر على التغذية.
عبء على الأسر الكبيرة: الأسر الليبية غالباً ما تكون كبيرة العدد، وبالتالي فإن استهلاكها للسكر يكون أكبر. هذا الارتفاع يُشكل عبئاً مضاعفاً على ميزانيات هذه الأسر.
نحو استقرار أسعار السكر: مسؤولية الجميع
يتطلب استقرار سعر السكر في ليبيا جهوداً مشتركة من الحكومة، التجار، والمواطنين:
دعم الاستيراد المباشر: تسهيل إجراءات استيراد السكر للمستوردين الموثوق بهم، وتوفير العملة الصعبة لهم بأسعار معقولة.
مراقبة السوق: تشديد الرقابة على التجار لمنع الاحتكار والمضاربة، وضمان وصول السكر للمستهلك بأسعار عادلة.
التفكير في البدائل: على المدى الطويل، يُمكن استكشاف إمكانيات زراعة بعض المحاصيل التي تُمكن من إنتاج بدائل للسكر، أو حتى التفكير في استغلال موارد طبيعية أخرى.
يبقى أمل المواطن الليبي في أن تعود "حلاوة" السكر إلى مائدته، وأن تُصبح هذه السلعة الأساسية في متناول الجميع، دون أن تُثقل كاهلهم بالهموم الاقتصادية التي لا تنتهي.