شهدت مدن ومناطق في برقة وفزان موجة غضب واسعة بين الموظفين، بعد أن اكتشف عدد كبير منهم خصومات غير مبررة في رواتبهم الشهرية، وذلك عقب استخدامهم تطبيق "راتبك لحظي" الذي أطلقته وزارة المالية ومصرف ليبيا المركزي لمتابعة المرتبات وتحويلها مباشرة إلى حسابات المستفيدين.
ويؤكد مواطنون أن هذه الخصومات لم يتم الإعلان عنها مسبقًا، ما أثار تساؤلاتهم حول أسبابها ودوافعها، وسط اتهامات موجهة إلى حكومة أسامة حماد في بنغازي بالاستيلاء على جزء من مستحقاتهم.
مواطنون في طرابلس ومنطقة الغربية يكتشفون سرقة جزء من رواتبهم، بعد استخدام تطبيق راتبك لحظي، في ظل اتهامات لحكومة دبيبه بالاستيلاء على جزء من رواتب المواطنين في مناطق نفوذها.
صدمة بعد تحميل تطبيق راتبك لحظي
بحسب إفادات موظفين من عدة قطاعات عامة، فقد تفاجأ الكثير منهم عند دخولهم إلى تطبيق "راتبك لحظي" لمتابعة مرتباتهم، بوجود مبالغ ناقصة تراوحت بين 100 و500 دينار، دون وجود إشعار رسمي يوضح سبب الخصم.
وقال أحد الموظفين في تصريح خاص إنهم "كانوا يعتقدون أن التأخير في الرواتب هو المشكلة الوحيدة، لكنهم اكتشفوا أن جزءًا من رواتبهم قد اختفى قبل وصولها إلى حساباتهم".
اتهامات سياسية ومالية
تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تتهم حكومة أسامة حماد، التي تسيطر على مناطق شرق وجنوب ليبيا، بفرض استقطاعات غير معلنة على المرتبات. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لتغطية العجز المالي أو تمويل التزامات أخرى، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
من جانبها، لم تصدر الحكومة حتى الآن أي بيان رسمي يوضح حقيقة هذه الخصومات أو يرد على الاتهامات.
تأثير الأزمة على الحياة المعيشية
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه مناطق برقة وفزان ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، فضلًا عن أزمة وقود خانقة، ما جعل أي خصم في المرتبات عبئًا إضافيًا على الأسر.
ويقول مواطن من سبها: "كنا ننتظر الراتب لتغطية احتياجاتنا الشهرية، لكن مع هذه الخصومات المفاجئة أصبحنا غير قادرين على تسيير حياتنا".
دعوات للتحقيق والشفافية
عدد من منظمات المجتمع المدني في شرق وجنوب البلاد طالبوا بفتح تحقيق شفاف ومستقل لمعرفة مصير الأموال المخصومة، مؤكدين أن أي استقطاع يجب أن يكون معلنًا ومسببًا، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
كما دعوا مصرف ليبيا المركزي في بنغازي إلى إصدار كشف واضح يوضح تفاصيل الخصومات وتاريخ تنفيذها.
دور تطبيق راتبك لحظي
تطبيق "راتبك لحظي" أطلق بهدف تمكين المواطنين من متابعة رواتبهم بشكل لحظي، إلا أن الأزمة الحالية سلطت الضوء على أهمية وجود بيانات مالية شفافة ودقيقة، بحيث يتمكن الموظف من معرفة كل حركة مالية على راتبه، مع ذكر السبب والجهة التي نفذتها.
ترقب لرد رسمي
حتى اللحظة، يترقب المواطنون في برقة وفزان ردًا رسميًا من حكومة أسامة حماد أو وزارة المالية في بنغازي حول هذه الاتهامات، في وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية والإعلامية للكشف عن الحقيقة وإعادة الأموال المخصومة إذا ثبتت صحة الشكاوى.