هل أُلغي الصف التاسع (الشهادة الإعدادية) في ليبيا؟ ما حقيقة القرار وموعد التطبيق؟
1. ما الذي يُتداول؟
في الأيام الأخيرة، انتشرت أنباء حول مقترح رسمي لإلغاء الشهادة الإعدادية في ليبيا، وتحويل الصف التاسع إلى سنة نقل بدلًا من مرحلة امتحانية وطنية، ما يعني تقييم الطالب وفق الأداء السنوي داخل المدرسة دون الامتحانات القومية
حسب ما نشر موقع عين ليبيا بتاريخ 7 أغسطس 2025، فإن وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية تدرس اقتراحًا رسميًا لهذا التغيير، ضمن إطار خطة أوسع لإصلاح التعليم العام
وتعليقًا على ذلك، عبّر بعض مستخدمي وسائل التواصل عن تأييدهم، مثل:
"قرار إلغاء الشهادة الإعدادية وتحويلها إلى مرحلة نقل هو خطوة مهمة في تطوير النظام التعليمي الليبي، خاصة إذا تم تطبيقه بشكل مدروس ومنظم.
2. هل القرار نهائي أم ما يزال قيد المناقشة؟
حتى اللحظة، لم يُصدر قرار رسمي ونهائي من وزارة التربية أو الجهات الحكومية بشأن الإلغاء. ما تم هو مقترح خاضع للنقاش، ويستلزم موافقات متعددة لتفعيله ضمن النظام التعليمي الوطني
تداول الإعلام والمواطنون مقترحًا مهمًا بإلغاء امتحانات الشهادة الإعدادية وتحويل الصف التاسع إلى مرحلة نقل بناءً على التقييم الداخلي، لكن ليس قرارًا رسميًا حتى الآن، ولا يوجد موعد تطبيقي معلن. ما زال الأمر تحت الدراسة والتقييم لدى الجهات المختصة.
ورغم أن استطلاع الرأي الحكومي، الذي سجل مشاركة نحو أكثر من 319 ألف مواطن ليبي، أجاب 72 في المائة منهم بالموافقة على إلغاء الشهادة الإعدادية، مقابل 28 في المائة رفضوا هذا المقترح، فإن آراء قطاعات من الليبيين عكست انقساماً في الرأي بشأن هذا القرار.
انقسام ليبي بشأن مقترح إلغاء الشهادة الإعدادية
انقسم ليبيون بين مؤيد ومعارض لمقترح وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة بإلغاء الشهادة الإعدادية، وتحويلها إلى مرحلة نقل دراسي عادية.
وطرحت الوزارة في غرب ليبيا على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي استطلاعاً للرأي، وسط حالة من الجدل المجتمعي والتخوف من التضارب في القرارات. ويخضع هذا المقترح حالياً للدراسة من قبل لجنة التعليم بمجلس النواب، ويقول رئيسها عز الدين أبوراوي لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون هناك موقف للجنة، لكن بعد سماع وجهة نظر فريق مُشكل لدراسة هذا المقترح».
فأنصار إلغاء الشهادة الإعدادية يرون أن «التعليم يجب أن يكون وسيلة بناء، لا وسيلة ضغط»، ويتحمسون لعدة أسباب تدفع نحو الإلغاء، من بينها ما تمثله هذه الشهادة من «ضغط نفسي على الطالب والأسرة»، وهي رؤية تبناها المهتم بالشأن التربوي، عبد القادر الشريف السملالي، الذي يرى أن التركيز يجب أن يكون على الشهادة الثانوية، مشيراً إلى أن «المناهج والامتحانات معقدة، ولا تناسب عمر الطالب، مع مشكلات أخرى، مثل ارتفاع معدلات التسرب بسبب الرسوب، وغياب العدالة التعليمية بين المناطق».
والرافضين لمقترح إلغاء الشهادة العامة في ليبيا عبروا عن مخاوف من انتقال الطلاب أصحاب المستوى الضعيف إلى المرحلة الثانوية مباشرة، وترك شريحة من الطلاب دون شهادة إذا ما غادروا مقاعد التعليم. وذهب بعضهم إلى انتقاد الفكرة، باعتبارها استنساخاً لـ«التجربة السنغافورية»، ومنهم المدرس سليمان صويب، الذي قال: «الأرض غير صالحة، والبيئة غير مهيأة في ليبيا، في مقابل سنغافورة التي تتمتع بمبانٍ دراسية مجهزة، ومعلم مؤهل، ومنهجية تدريس متطورة، وطالب يعرف قيمة العلم، ورغبة حقيقية في التطور العلمي».
وانتقد صويب في المقابل حالة التعليم في ليبيا، متحدثاً عن «ظاهرة الغش في الامتحانات، وضعف المعلم، وغياب التدريب، والواسطة والمحسوبية، وغياب متكرر للمعلم والمعلمة» وسعت الوزارة إلى تهدئة المخاوف بالقول إن المقترح «لا يزال في مرحلة النقاش الأولي، ولم يُتخذ بشأنه أي قرار»، موضحة أنه جزء من رؤية إصلاحية لمراجعة وتحديث نظم التقييم التربوي.
ومن المقرر أن تنظم الوزارة ندوة وورش عمل، تضم خبراء التربية والتعليم، إضافة إلى تشكيل لجنة مختصة لدراسة المقترح من مختلف الجوانب، ورفع التوصيات للجهات المختصة لاتخاذ القرار المناسب وبالنسبة للرئيس السابق لمركز المناهج التعليمية، سيف النصر عبد السلام، فإن هذا المقترح ليس بجديد، حيث كانت وزارة التربية والتعليم تعتزم تطبيقه على مراحل تدريجية، وفق ما قال لـ«الشرق الأوسط».
وعزا عبد السلام خطة الحكومة لإلغاء الشهادة الإعدادية إلى «الرغبة في تخفيض النفقات عن كاهل الدولة، خصوصاً طباعة الامتحانات، ونقلها في ظل مركزية الامتحان»، و«تخفيف الضغط عن كاهل الأسر، خصوصاً التي يتصادف أن يكون لديها أبناء في الشهادتين الإعدادية والثانوية».
وتلقى قرارات حكومة الدبيبة بشأن الشهادة الإعدادية انتقادات من جانب المهتمين بملف التعليم في ليبيا، الذين رأوا فيها «تخبطاً» حكومياً ملحوظاً. ويستند المنتقدون إلى قرار سابق في ديسمبر (كانون الأول) 2024، بإلغاء توحيد امتحانات الشهادة الإعدادية على مستوى ليبيا، لتكون فقط موحدة في نطاق كل بلدية، لكن لم يكد يمر عام حتى أصدر الدبيبة قراراً بإلغائه، ليعيد امتحانات الشهادة الإعدادية موحدة في عموم البلاد.
ويرى الخبير التربوي، عبد الخالق عامر، أن «قطاع التعليم العام أصبح حقل تجارب لمسؤولين ليسوا من رحم قطاع التعليم»، في إشارة، فيما يبدو، إلى الوزير المكلف بشؤون التعليم الحالي علي العابد، الذي خلف الوزير السابق موسى المقريف في منصبه.
3. هل هناك موعد محدد للتطبيق؟
لا يوجد حتى الآن موعد محدد أو معلن لتطبيق هذا المقترح. فالحديث يدور حاليًا حول مرحلة الدراسة الأولية وتحليل أثر الخطوة، دون انتقال إلى التنفيذ الفعلي. ويبدو أن القرار ما يزال في طور التقييم والدراسة داخل وزارة التربية
هذا ملخص مبسّط للموضوع:
البند | الواقع الحالي |
---|---|
القرار النهائي | لا يوجد قرار رسمي، هناك مقترح فقط قيد الدراسة. |
الهدف من المقترح | تحويل الصف التاسع من مرحلة امتحانية إلى سنة نقل، اعتمادًا على التقييم المدرسي. |
توقيت التطبيق | لم يُعلن عن موعد أو خطة تنفيذية محددة بعد. |
ردود الأفعال العامة | أُبدت آراء داعمة على وسائل التواصل، إلا أنها لا تعني تنفيذًا رسميًا. |