ما وراء حجز أسطوانة الغاز: ملامح التجربة الرقمية الجديدة للمواطن الليبي
أهداف ومستقبل المنظومة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد الليبي
أبعد من حجز الغاز: كيف تقوم منصة البريقة الإلكترونية بإصلاح نظام الدعم في ليبيا؟
تحليل معمق لأهمية المنظومة الإلكترونية لشركة البريقة وتأثيرها الطويل على مكافحة الفساد، وترشيد الدعم، وبناء ثقة المواطن في الخدمات الحكومية الرقمية في ليبيا.
إطلاق منصة bmc.brega.ly هو أكثر من مجرد أداة رقمية لحجز أسطوانات الغاز؛ إنه مؤشر قوي على بداية تحول جذري في كيفية إدارة السلع المدعومة في ليبيا. هذه المقالة تتناول الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الأوسع لهذه المنظومة وأهميتها لمستقبل البلاد.
بصمة رقمية: التحول من العشوائية إلى المنظومة: كيف أدّت المنظومة إلى إنهاء الطوابير والانتهاء من الفوضى في التوزيع.
تغطية وطنية شاملة: المنصة تغطي كافة المناطق (الغربية، الشرقية، الوسطى، الجنوبية، مدن مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة، الزاوية، البيضاء، طبرق، سبها، الكفرة، غريان...)
🔗 رابط التسجيل في منظومة حجز الغاز 2025
خصصت شركة البريقة رابطًا مباشرًا للتسجيل في منظومة حجز الغاز، ويمكن للمواطنين الوصول إليه عبر الموقع الرسمي أو من خلال الصفحات المعتمدة على فيسبوك:
📎 رابط الحجز الرسمي:
مواعيد عمل المنظومة ستكون أيام الأحد، الثلاثاء، والخميس، من الساعة 9:00 صباحًا حتى 4:00 عصرًا. ولمتابعة آخر التحديثات، يُرجى متابعة الصفحات الرسمية للشركة على فيسبوك.
أرقام وإنجازات ملموسة: أكثر من 156 ألف أسطوانة غاز وزّعت خلال المرحلة الأولى من المنظومة وفق ما صرّح به الإعلامي عزالدين سعيد من شركة البريقة
الضوابط والعدالة في التوزيع: أساسيات مثل حجز رب الأسرة الواحد، ضمان 240 دينار ليبي، تقديم وثائق الحالة العائلية للتحقق من الأهلية، والنشر الدوري للقوائم على صفحة الشركة لـ "الرجوع والفحص"
الشفافية أولاً: قنوات إعلامية رسمية (موقع الشركة وصفحة فيسبوك) تنشر جداول التوزيع وأماكنها بعد أسبوعين تقريبًا من التسجيل
الصعوبات والفرص: التحديات في الوصول إلى الإنترنت، الحاجة إلى إعادة التسجيل للمسجلين القدماء، والتوجّه المستمر نحو تحسين واجهة المستخدم وتجربة المواطن.
مكافحة الفساد وترشيد الدعم:
كان توزيع الغاز التقليدي يعاني من تسرب كبير إلى السوق السوداء. حيث كان يتم بيع الأسطوانات المدعومة بأسعار مضاعفة. تقوم المنظومة الإلكترونية بمحاربة هذه الظاهرة عبر:
تحديد الهوية: ربط كل حجز بهوية مواطن حقيقية (الرقم الوطني) يمنع الاحتيال والتكرار.
وضوح كامل: تخلق المنظومة شفافية في عملية التوزيع، حيث يصبح من الصعب على أي طرف تحويل كميات كبيرة من الأسطوانات خارج القنوات الرسمية.
ترشيد الإنفاق: تسمح للحكومة بتحليل بيانات الاستهلاك الحقيقية وتوجيه الدعم بشكل دقيق لمن يستحقه، مما يوفر ملايين الدنانير من المال العام.
بناء ثقة المواطن في الخدمات الرقمية:
نجاح هذه الخدمة البسيطة والمباشرة والتي تلمس حاجة كل أسرة يوميًا، يعد حجر أساس لثقة المواطن في أن الخدمات الحكومية الإلكترونية يمكن أن تكون فعالة ونزيهة. هذا يشجع على تبني المزيد من الخدمات الرقمية في مجالات أخرى مثل دفع الفواتير، والتسجيل في المؤسسات التعليمية، وغيرها.
التحديات والمستقبل:
لا تخلو التجربة من تحديات، أبرزها:
الشمول الرقمي: ضمان وصول الخدمة لكبار السن أو غير المتعاملين مع التكنولوجيا.
استقرار البنية التحتية: ضمان استقرار الخوادم وعدم تعطل المنصة مع الضغط المتزايد.
التكامل: إمكانية دمج هذه المنصة مستقبلًا مع منصات حكومية أخرى لإنشاء "منصة موحدة" للخدمات.
خاتمة:
منظومة البريقة الإلكترونية هي نموذج ناجح وخطوة في الاتجاه الصحيح. إنها تثبت أن الحلول التكنولوجية البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الاقتصاد وحياة الناس اليومية. نجاحها المستمر سيكون دافعًا قويًا لتكرار هذه التجربة في قطاعات حيوية أخرى، مما يساهم في بناء ليبيا أكثر تنظيمًا وشفافية وكرامة للمواطن.