منظومة الحجز الإلكتروني بأسطوانات الغاز في ليبيا: نجاح، انتقادات، وآفاق المستقبل”
منذ إطلاق منظومة 10.40.2.195 من قبل شركة البريقة، قوائم اليوم الاحد 14/9/2025 بدأ المواطنون يلاحظون تحسناً في نظام توزيع الغاز، لكن أيضاً ظهرت بعض الانتقادات والملاحظات التي تحتاج المعالجة لتحقيق الهدف الكامل من المنظومة. في هذا المقال، نسلّط الضوء على ما نجح وأين لا تزال هناك تحديات، ونستعرض الرؤية المستقبلية.
النجاحات التي تحققت حتى الآن:
-
شفافية أكثر في عملية الحجز: نشر قوائم أسماء المستفيدين بصورة دورية يساعد في تقليل التلاعب.
-
تنظيم مواعيد الاستلام عبر الرسائل النصية في بعض المناطق (الوسطى والشرقية)، مما يقلل من التجمعات والازدحام.
-
توحيد السعر وضمان توافر الكمية ضمن الأطر الرسمية، مما يكبح السوق السوداء.
تعتمد المنظومة الجديدة، والتي يمكن الوصول إليها عبر رابط محدد، على تكنولوجيا بسيطة لكنها فعالة لتمكين كل مواطن من حجز اسطوانته من الغاز بشكل مسبق ومحدد. يتم تحديد موعد الاستلام ورقم المعاملة، مما يتيح للمستهلك التخطيط المسبق وتجنب الإرهاق. لقد تم تصميم واجهة المنظومة لتكون سهلة الاستخدام، حتى للمستخدمين الأقل خبرة في التعامل مع الإنترنت، مع توفير خيارات متعددة لتأكيد الهوية وتحديد الكمية المطلوبة.
الانتقادات والمشاكل المطروحة:
-
بعض المواطنين يواجهون صعوبة في الوصول للإنترنت أو استخدام المنصات الإلكترونية، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
-
تأخر الإعلان عن قوائم الاستلام في بعض المناطق، ما يربك المواطنين.
-
نقص المعلومات الواضحة في بعض القوائم مثل الموقع الدقيق لمراكز الاستلام أو آلية الدفع في المراكز التي لا تتوفر فيها جميع الخدمات.
-
عدم الإمكانية في بعض الحالات للدفع الإلكتروني أو نقاط البيع، ما يضطر البعض للسفر لمسافات طويلة أو الانتظار طويلًا.
آفاق التطوير والتوسع:
-
زيادة عدد مراكز التوزيع المعتمدة لتقليص المسافة والوقت على المستفيدين.
-
تحسين الدعم الفني للمنظومة لمن لا يملكون خبرة في التعامل مع الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية.
-
توفير بدائل للحجز أو الاستعلام عبر الهاتف الأرضي أو المراكز المحلية للبلديات.
-
تقييم التكلفة الإجمالية للأسطوانة بعد ضمان الدفع وجعل الإجراءات أكثر شفافية للمواطن (مثل الرسوم الإضافية إذا وُجدت).
توصيات للمواطن والمصلحة العامة:
-
للمواطنين: متابعة الصفحات الرسمية لشركة البريقة، التأكد من صحة بيانات تسجيلهم، التوجه في المواعيد المحددة ومع المستندات المطلوبة.
-
لشركة البريقة: تعزيز التواصل في المناطق الأقل تمرّسًا بالتكنولوجيا، ضمان استمرارية التحديثات للقوائم، وضمان توفر مميزات المنظومة (الدفع، الاستلام، الإشعار) لجميع المواطنين.
منظومة البريقة الجديدة: نهاية طوابير الغاز وبداية عصر الحجز الإلكتروني
شهدت ليبيا في الآونة الأخيرة تحولًا جذريًا في طريقة توزيع اسطوانات الغاز، وذلك مع إطلاق شركة البريقة لتسويق النفط لمنظومة الحجز الإلكتروني. تأتي هذه الخطوة استجابةً لمطالب المواطنين بإنهاء معاناة الطوابير الطويلة والانتظار لساعات، والتي كانت سمة مميزة لعملية الحصول على هذه السلعة الأساسية. لطالما كانت قوائم الانتظار الورقية أو العشوائية سببًا رئيسيًا في الفوضى وتفاوت الأسعار في السوق السوداء.
يهدف هذا النظام إلى تحقيق عدالة أكبر في التوزيع، حيث تصبح عملية الحصول على الغاز مرتبطة بالحجز المسبق وليس بالأسبقية في الطابور. كما أنها تمثل خطوة مهمة نحو حوكمة رقمية لقطاع الطاقة، مما يقلل من الفساد المحتمل ويضمن وصول الدعم الحكومي لمستحقيه. السؤال الآن هو: كيف سيتم التعامل مع التحديات الفنية أو اللوجستية التي قد تظهر خلال المراحل الأولى من التطبيق؟ وهل ستتمكن المنظومة من استيعاب الطلب المتزايد في المدن الكبرى؟ الإجابة تكمن في قدرة الشركة على التحديث المستمر والتفاعل مع ملاحظات المستخدمين لضمان نجاح هذه التجربة الرائدة.