انتعاشة للدينار الليبي: تحليل أسباب تراجع سعر الدولار في السوق الموازي بشكل ملحوظ يوم الأربعاء
سعر دولار السوق الموازي في ليبيا اليوم وانخفاض الدينار
انتعاشة للدينار الليبي: تحليل أسباب تراجع سعر الدولار في السوق الموازي بشكل ملحوظ يوم الأربعاء
طرابلس - 10 سبتمبر 2025
شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، تراجعاً ملحوظاً أمام الدينار الليبي في تعاملات السوق الموازي صباح يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025. وسجل سعر صرف الدولار انخفاضاً بمعدل قياسي مقارنة بالأيام الماضية، في تحسن يبعث على التفاؤل حول أداء العملة المحلية.
تغيير جديد.. تراجع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار في السوق الموازي: هل يستمر هذا التراجع وما هي توقعات خبراء الاقتصاد؟
شهد السوق الموازي للعملات الأجنبية في ليبيا تراجعاً ملحوظاً في أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الدينار الليبي، وذلك يوم الأربعاء، 10 سبتمبر 2025. هذا التراجع المفاجئ أثار تساؤلات لدى التجار والمواطنين حول أسباب انخفاض سعر الدولار في ليبيا، وإمكانية استمرار هذا التوجه. يأتي هذا التغير بعد فترة من الارتفاع المستمر في أسعار الصرف في السوق السوداء، مما يعطي مؤشراً على بدء تغيرات في العوامل المؤثرة على سوق العملات.
يعزو خبراء الاقتصاد هذا التراجع إلى عدة عوامل، أهمها إجراءات مصرف ليبيا المركزي الأخيرة، التي تهدف إلى ضخ المزيد من السيولة الأجنبية في السوق. فتح الاعتمادات المستندية الجديدة بقيمة مليارات الدولارات، وتسهيل الحصول على العملة الصعبة للمستوردين، قد قلل من الطلب على الدولار في السوق الموازي، مما أدى إلى انخفاض سعره. كما أن الاستقرار السياسي النسبي، وتزايد إنتاج النفط، قد أسهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد الليبي، مما انعكس إيجابياً على سعر الدينار.
يتوقع بعض المحللين أن هذا التراجع قد يكون بداية لمرحلة جديدة من استقرار سعر الصرف، خاصة إذا استمرت السياسات النقدية الفعالة لمصرف ليبيا المركزي. ومع ذلك، يحذر آخرون من أن تقلبات السوق الموازي قد تعود مرة أخرى، خاصة إذا لم يتمكن المصرف المركزي من تلبية كل طلبات العملة الصعبة. يُنصح المواطنون والتجار بمتابعة النشرة اليومية لأسعار العملات والبقاء على اطلاع بآخر التطورات الاقتصادية.
قراءة في الأرقام: كم بلغ سعر الصرف اليوم؟
وفقاً لتتبع متخصصين للسوق، انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي ليتراوح بين 7.10 - 7.30 دينار ليبي للدولار الواحد، بعد أن كان قد لامس مستويات قريبة من 7.50 - 7.60 دينار في الأسبوع الماضي. كما انخفضت العملات الأخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني بشكل متوازٍ.
السياقات الخفية: لماذا انخفض سعر الدولار اليوم؟
يرجع المحللون والمتابعون للشأن الاقتصادي هذا الانخفاض إلى عدة عوامل متزامنة:
إعلان المصرف المركزي عن فتح الاعتمادات: كما ذكرنا سابقاً، أدى إعلان المركزي عن ضخ مليارات الدولارات عبر الاعتمادات المستندية إلى طمأنة السوق بأن حاجة المستوردين للعملة ستنخفض بشكل كبير من السوق الموازي، مما زاد من المعروض من الدولار فيه وقلل سعره.
تدخلات المركزي في السوق الرسمي: يُشاع عن قيام المصرف المركزي بضخ كميات من العملة الأجنبية في البنوك التجارية لتلبية طلبات الحجوزات والسفر، مما قلل الضغط على القطاع العائلي وخفف الطلب على السوق الموازي.
عوامل نفسية وتوقعات:
غالباً ما يتأثر سوق الصرف الموازي بعامل الثقة والتوقعات. أي أخبار إيجابية عن تحسن في تدفق العملة الصعبة عبر القنوات الرسمية تؤدي إلى تداولات بيعية من قبل محفظي الدولار خوفاً من مزيد من الانخفاض، مما يعزز الاتجاه الهبوطي.
هل يستمر هذا الانخفاض أم أنه مؤقت؟
يحذر الخبراء من أن تقلبات سوق الصرف الموازي سريعة وقد تكون عابرة. استمرار هذا الاتجاه التصحيحي مرهون باستمرار ضخ العملة عبر القنوات الرسمية وزيادة الثقة في الاقتصاد الوطني. إذا ما تراجعت وتيرة فتح الاعتمادات أو عادت حالة عدم اليقين السياسي، فقد يعود سعر الصرف للارتفاع مرة أخرى. لذلك، يظل تعزيز الاقتصاد المنتج هو الحل الجذري لأزمة الصرف.