الكويت اليوم: كشف سحب الجناسي.. أعمال جليلة
في كل دولة، تعتبر الجنسية رمزًا للهوية الوطنية والانتماء، وتمنح المواطن حقوقًا وواجبات أساسية. ولكن عندما يتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة، فإنها تتحول إلى أداة تضر بالنسيج الاجتماعي وتستنزف موارد الوطن. في دولة الكويت، ومع إعلان الحكومة عن كشف حالات سحب الجنسية ممن حصلوا عليها بطرق غير قانونية، تتجلى حقيقة أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء إداري، بل هي عمل وطني جليل يهدف إلى حماية الهوية الكويتية واسترداد حقوق الشعب.
عقدت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية اجتماعاً اليوم الخميس برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح رئيس اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية.
إن هذه الإجراءات الصارمة، والتي تضطلع بها الحكومة بكل حزم، تمثل رسالة واضحة للجميع بأن لا أحد فوق القانون، وأن سيادة القانون هي الأساس الذي يقوم عليه أي مجتمع مزدهر. لقد كانت ملفات الحصول على الجنسية بالتزوير أو الغش تشكل تحديًا كبيرًا، وتساهم في حرمان المستحقين الحقيقيين من حقوقهم، سواء في الرعاية الصحية، أو التعليم، أو الوظائف، أو حتى في الدعم السكني. وبالتالي، فإن كشف هذه الحالات وسحب الجنسيات يمثل خطوة تصحيحية ضرورية لإعادة الأمور إلى نصابها.
هذا العمل ليس انتقاميًا، بل هو عمل إصلاحي يهدف إلى تطهير المجتمع من الشوائب التي علقت به. إنه يضمن أن المواطن الكويتي الأصيل هو فقط من يتمتع بالامتيازات التي تمنحها له الدولة، وأن الموارد المالية التي تنفق على الخدمات الاجتماعية ستذهب إلى من يستحقها حقًا. إنه يرسخ مبدأ العدالة الاجتماعية، ويؤكد أن الجنسية ليست سلعة تُباع وتُشترى، بل هي شرف ومسؤولية تمنح لمن يستوفي شروطها القانونية والأخلاقية.
كما أن هذا الإجراء يعزز من هيبة الدولة وثقة المواطنين في مؤسساتها. فعندما يرى الشعب أن حكومته تتصدى بكل شجاعة لملفات الفساد، فإن هذا يولد شعورًا بالاطمئنان والولاء. إنه يؤكد أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن حماية الهوية الوطنية تأتي في صدارة أولويات الحكومة.
إن كشف حالات سحب الجنسيات هو في جوهره عمل جليل يستحق التقدير، فهو ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو ركيزة أساسية لبناء كويت المستقبل، كويت تسودها العدالة، ويعم فيها الأمن، ويتمتع فيها كل مواطن بحقوقه كاملة دون أي انتقاص. إنه خطوة حاسمة نحو تعزيز الهوية الوطنية، وإعادة الاعتبار لقيمة الجنسية الكويتية، وحماية مستقبل الأجيال القادمة.