القائمة الرئيسية

الصفحات

Ads by Google X

سحب الجناسي تويتر سحب جناسي الكويت اليوم : حين تتحول "التكاتف" إلى موضة رقمية على تويتر في الكويت

 

سحب الجناسي تويتر سحب جناسي الكويت اليوم  : حين تتحول "التكاتف" إلى موضة رقمية على تويتر في الكويت

سحب الجناسي: حين تتحول "التكاتف" إلى موضة رقمية على تويتر في الكويت

في شارع كومبيوتر الكويت أو في أحد المجمعات التجارية، قد تسمع فجأة هتافًا جماعيًا يرتفع: "سحب جناسي!". لا علاقة لهذا الهتاف بالمعنى اللغوي لكلمة "جناس"، بل أصبح شعارًا لظاهرة اجتماعية واقتصادية فريدة انتشرت كالنار في الهشيم، ووجدت في منصة تويتر أرضًا خصبة لتتحول من فعل خيري إلى "تريند" رقمي يغزو "السنابات" والمنصات وأكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف حرص الحكومة واستعدادها الكامل لمعالجة أوضاع من تم سحب جنسياتهم الكويتية بما يكفل لهم العيش الكريم، مشددا على ضرورة تسريع بعض الجهات الحكومية في وضع الحلول المناسبة ذات الصلة حول هذا الموضوع.

فما هي قصة "سحب الجناسي"؟ وكيف استطاع تويتر أن يكون محركها الرئيسي وأحيانًا ناقدها الأبرز؟

ما هي "سحب الجناسي"؟ أكثر من مجرد تبرع

"سحب الجناسي" أو "التكاتف" هي ممارسة خيرية جماعية يعود أصلها إلى العادات الكويتية الأصيلة في التضامن الاجتماعي (الفزعة). الفكرة بسيطة: يتجمع مجموعة من الأشخاص (غالبًا ما يكونون أصدقاء أو مغردون التقوا عبر تويتر) لشراء هدية أو سلعة مرتفعة الثمن (أغلبها أجهزة إلكترونية مثل آيفون أو بلايستيشن أو لابتوب) لشخص واحد among them، وذلك عن طريق المساهمة المالية الجماعية، حيث يدفع كل فرد مبلغًا ("حصة") لتغطية ثمن السلعة.

الجميل في الأمر أنه لا يوجد فائز واحد بالطريقة التقليدية، بل الهدف هو إسعاد شخص محدد قد يكون محتاجًا لهذه السلعة أو ببساطة لتعزيز أواصر المحبة والتكافل.

تويتر: البطل الرئيسي في دراما "السحب"

لم تكن هذه الظاهرة لترى النور بهذا الحجم لولا منصة تويتر، التي مثلت:

  1. منصة التنظيم الأولى: تحول تويتر إلى "غرفة عمليات" لتنظيم عمليات السحب. من خلال التغريدات، الردود، وإنشاء حسابات متخصصة، يتم الاتفاق على نوعية السلعة، مقدار الحصة، وموعد ومكان التسليم.

  2. مضخم الظاهرة: سرعة انتشار المحتوى على تويتر جعلت من أي "سحب جناسي" حدثًا مرئيًا. صور صناديق الهدايا والفيديوهات المصورة أثناء التسليم تتحول إلى "فيرال" (تنتشر كالفيروس)، مما يحفز الآخرين على تنظيم مبادرات مماثلة.

  3. مجتمع افتراضي变成 واقعي: نجح تويتر في تحويل العلاقات الافتراضية بين المغردين إلى لقاءات حقيقية على الأرض، تعززها قيم العطاء والتعاون، مما أعطى الظاهرة بُعدًا اجتماعيًا إيجابيًا قويًا.

"سحب جناسي الكويت اليوم": بين الإيجابيات والانتقادات

أصبح متابعَة آخر عمليات "السحب" موضوعًا يوميًا على تويتر تحت وسم #سحب_جناسي_الكويت_اليوم أو ما شابه. ولكن مع انتشارها، برزت وجهتان للنقاش:

الوجه الإيجابي:

  • إحياء قيمة التكافل: تعيد الظاهرة إحياء قيم العطاء والبذل التي تميز المجتمع الكويتي.

  • إسعاد الآخرين: تحقيق أحلام أشخاص غير قادرين ماديًا على شراء هذه المنتجات.

  • بناء المجتمعات: تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد والمغردين بشكل خاص.

الوجه النقدي (السلبي):

  • الاستعراض والرياء ("الفلّة"): تحول بعض عمليات السحب إلى استعراض مادي، حيث يتم التركيز على تسجيل الفيديوهات والصور بطريقة استعراضية أكثر من التركيز على قيمة العطاء الخالص.

  • الضغط الاجتماعي: قد يشعر بعض المشاركين بضغط للمساهمة خوفًا من النقد أو الإحراج، حتى لو كانت ظروفهم المادية لا تسمح بذلك.

  • الاستغلال التجاري: بدأت بعض الحسابات أو الأفراد في استغلال هذه الظاهرة لتحقيق شهرة شخصية أو حتى منافع تجارية.

  • التركيز على الكماليات: انتقد البعض تحول الظاهرة إلى تمويل سلع كمالية (كأغلى الهواتف) عوضًا عن مساعدة المحتاجين حقًا في قضايا أساسية مثل العلاج أو السكن.

الخاتمة: بين الأصالة والعبور إلى العالمية

"سحب الجناسي" هي ظاهرة كويتية الطابع، عالمية الإيقاع. لقد نجحت في الجمع بين أصالة التراث الكويتي في "الفزعة" و"العونة" وحديث وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على حشد الجماهير.

التحدي الحقيقي الذي تواجهه هذه الظاهرة اليوم هو الحفاظ على روحها الأساسية كعمل خيري نقي وتكافلي، بعيدًا عن بريق الشهرة والمادة. إذا استطاعت تجاوز فخ "الاستعراض" و"الاستغلال"، فإنها ستظل نموذجًا مضيئًا يُحتذى به، ليس فقط في الكويت، ولكن في كل العالم العربي، يثبت أن وسائل التواصل يمكن أن تكون جسرًا للخير وليس فقط ساحة للجدال.