تختلف منظومة الإفراج عن الرواتب وتطورات الدفع الفوري في ليبيا عن مصر، وتواجه تحديات مختلفة تتعلق بالظروف السياسية والاقتصادية الفريدة في البلاد. رغم ذلك، شهدت بعض المؤسسات المالية والمصرفية في ليبيا جهودًا متزايدة نحو تطوير حلول دفع أكثر مرونة وسرعة، وإن كان ذلك بوتيرة أقل من دول أخرى.
900 ألف موظف خارج المنظومة
أوضح التقرير أن نحو 900 ألف موظف لم يتم إدراجهم في المنظومة حتى الآن، بسبب عدم إرسال جهات عملهم للبيانات المطلوبة، وسيتم صرف مرتباتهم عن أغسطس خلال الأسبوع المقبل أيضًا عبر نظام الحوافظ.
جهود المصارف الليبية لتسهيل الإفراج عن الرواتب
تُعدّ المصارف التجارية في ليبيا، مثل مصرف التجاري الوطني ومصرف الجمهورية، من أبرز المؤسسات التي تعمل على تحسين خدماتها المصرفية، بما في ذلك تسريع عملية صرف الرواتب. تعتمد معظم الشركات والمؤسسات الحكومية في ليبيا على نظام التحويلات المصرفية المباشرة (Direct Debit) لإيداع الرواتب في حسابات الموظفين.
في الآونة الأخيرة، تزايد الاهتمام بـ "التحويلات السريعة" بين المصارف، مما يساهم في تقليل المدة الزمنية اللازمة لوصول الأموال إلى حسابات الموظفين. كما بدأت بعض المصارف في تقديم خدمات مصرفية رقمية تتيح للموظفين الاطلاع على أرصدتهم بمجرد إيداع الرواتب، مما يزيل حاجة الذهاب إلى الفرع للاستعلام.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن عدد موظفي الدولة يتجاوز 2 مليون موظف، منهم 1.1 مليون تلقوا رسائل هاتفية تفيد تسجيلهم في المنظومة، بينما تم صرف المرتبات فعليًا لـ895 ألف موظف عبر النظام الجديد.
أما 200 ألف موظف ممن لم تكتمل بياناتهم أو حدث اختلاط في ملفاتهم، فقد أعاد المصرف المركزي بياناتهم إلى وزارة المالية لصرف مرتباتهم عن شهر أغسطس عبر نظام الحوافظ التقليدي، على أن تُستكمل بياناتهم لاحقًا ليتم إدراجهم في المنظومة خلال سبتمبر المقبل.
التحديات التي تواجه منظومة "راتبك لحظي" في ليبيا
أزمة السيولة وتحذيرات من التلاعب
وفي سياق متصل، أشار الطياري إلى أن المصرف المركزي لم يضخ العملة الجديدة بالكمية الكافية خلال هذا الشهر، خشية استغلالها من قبل تجار بالتعاون مع مديري فروع مصرفية، عبر استبدالها بورقة فئة 20 دينار بدلًا من توجيهها للمواطنين مباشرة.
على الرغم من هذه الجهود، تواجه فكرة "راتبك لحظي" التي تتيح سحب جزء من الراتب مقدماً تحديات كبيرة في ليبيا، أبرزها:
الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة: تؤثر التقلبات الاقتصادية ونقص السيولة النقدية أحياناً على قدرة المصارف على توفير خدمات مالية متطورة مثل "راتبك لحظي" بشكل واسع.
البنية التحتية التكنولوجية: قد لا تكون البنية التحتية لبعض المصارف وأنظمة الدفع في ليبيا جاهزة تماماً لدعم مثل هذه الخدمات بشكل فعال وعلى نطاق واسع.
السيولة النقدية: يظل الاعتماد على النقد في التعاملات اليومية تحديًا كبيرًا، مما يجعل تطوير الخدمات المصرفية الرقمية أبطأ.
آفاق مستقبلية: التحول نحو الدفع الرقمي
رغم التحديات، هناك مؤشرات إيجابية على أن ليبيا تتجه نحو تبني الحلول المالية الرقمية، وإن كان ذلك تدريجياً. بدأ مصرف ليبيا المركزي والمصارف التجارية في تشجيع استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني ونقاط البيع (POS) في المحلات التجارية، مما يفتح الباب أمام خدمات مالية أكثر تقدماً في المستقبل.
يمكن أن تؤدي هذه الخطوات إلى إطلاق خدمات شبيهة بـ "راتبك لحظي" في المستقبل القريب، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية الشمول المالي والتحول الرقمي. قد تبدأ بعض الشركات الكبرى في القطاع الخاص في تبني هذه الحلول بالتعاون مع المصارف كجزء من جهودها لجذب الموظفين والحفاظ عليهم.
📌 راتبك لحظي – نقلة نوعية في صرف المرتبات
يُعتبر مشروع راتبك لحظي من أهم الخطوات التي أطلقها مصرف ليبيا المركزي لتطوير منظومة المرتبات، حيث أتاح للموظفين إمكانية استلام رواتبهم مباشرة عبر المصارف التجارية بشكل لحظي، دون الحاجة للانتظار لأيام طويلة كما كان يحدث سابقاً. هذا المشروع يعزز من الشفافية ويحد من المشاكل المرتبطة بالحوافظ اليدوية.
💰 الإفراجات المالية 2025 – بشائر للموظفين
مع بداية سنة 2025، أعلنت وزارة المالية عن مواصلة إصدار قوائم الإفراجات المالية لموظفي القطاعات العامة، بعد استكمال التدقيق والمطابقة مع منظومة الرقم الوطني. هذه الإفراجات شملت آلاف الأسماء في مختلف البلديات، مما أعطى دفعة قوية للموظفين الذين انتظروا لسنوات تسوية أوضاعهم المالية.
📱 تطبيق الراتب ليبيا iOS
أطلقت المصارف التجارية تطبيق الراتب ليبيا على أنظمة iOS لتسهيل عملية متابعة المرتبات والخدمات المالية عبر الهاتف. يمكن للموظف عبر التطبيق معرفة حالة مرتبه، واستلام إشعارات مباشرة عند تنفيذ عملية الصرف، بالإضافة إلى خدمات أخرى مثل الاستعلام عن الرصيد وتاريخ التحويل.
كيف اعرف اسمي في الإفراجات .. عبر خدمة راتبك لحظي هذاالشهر تطبيق راتبي
🏛️ منظومة الإفراجات الجديدة
المنظومة الجديدة للإفراجات التي وضعتها وزارة المالية بالتعاون مع مصرف ليبيا المركزي، تهدف إلى ضبط عملية تدقيق البيانات المالية وربطها بشكل مباشر مع منظومة الرقم الوطني. هذا النظام يقلل من الأخطاء السابقة ويساعد في وصول المرتبات والإفراجات إلى مستحقيها بشكل أسرع وأكثر دقة.
🔗 رابط منظومة الإفراجات الجديدة
يمكن للموظفين الدخول إلى رابط منظومة الإفراجات الجديدة الذي تخصصه وزارة المالية لمتابعة أسمائهم والتأكد من حالة الإفراجات المالية الخاصة بهم. الرابط يوفر واجهة سهلة الاستخدام، حيث يكفي إدخال الرقم الوطني لمعرفة تفاصيل الإفراجات، مما يختصر الجهد والوقت ويجنب الازدحام أمام المكاتب والإدارات.
🔗 رابط الإستعلام عن المرتب:
كيف اعرف اسمي في الإفراجات 2025
وزارة المالية منظومة الإفراجات المالية..
باختصار، بينما لا توجد منظومة "راتبك لحظي" واسعة الانتشار في ليبيا حتى الآن، فإن الجهود مستمرة نحو تسريع الإفراج عن الرواتب وتبني حلول دفع رقمية أكثر مرونة، وهو ما يُعدّ خطوة هامة نحو تطوير القطاع المصرفي في البلاد.